نزل مؤخرا الى الأكشاك ، عبر شركة التوزيع سابريس ، العدد الثاني من " المجلة المغربية للأبحاث السينمائية " (أبريل 2014 – 30 درهما) ، وهي دورية تعنى بثقافة الصورة تصدرها " الجمعية المغربية لنقاد السينما " بدعم من وزارة الاتصال .
تتوزع محتويات هذا العدد الجديد في قسمه العربي على الأبواب التالية :
وجهات نظر حول الفيلم الوثائقي : وهو عبارة عن " ملف " يتضمن ثلاثة نصوص هي : " جدلية اخراج " المشهد " من الواقع واخراج " المشاهد " من المسرح " بقلم المبدع العراقي قيس الزبيدي ، و " الفيلم الوثائقي وسؤال المصداقية " بقلم الناقد المغربي عمر بلخمار ، و " نحو مقاربة عملية لمبادىء حقوق الانسان في الفيلم الوثائقي " للباحث المغربي عبد الله أبو عوض .
لويس بونويل : وهو ملف حول سينما هذا المبدع الاسباني ، يتضمن بدوره ثلاثة نصوص هي : " في الحاجة الى سينما لويس بونويل " بقلم الناقد المغربي حمادي كيروم ، و " سوريالية لويس بونويل في فيلم " سحر البورجوازية الخفي " " بقلم الناقد المصري أمير العمري ، و " لويس بونويل : في استتيقا السينما السوريالية " بقلم الناقد المغربي محمد اشويكة .
قراءات : الأولى في فيلم " الحال " للمخرج المغربي أحمد المعنوني بعنوان " الحال ، الغيوان والسينما " كتبها الناقد المغربي خليل الدمون (مدير المجلة ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما) ، والثانية في فيلم " صندوق عجب " للمخرج التونسي رضا الباهي بعنوان " " صندوق عجب " أو سؤال الهوية بين خطابي التقليد والحداثة " كتبها الناقد المغربي محمد البوعيادي .
ترجمات : تناول فيها الناقد والمترجم المغربي ادريس القري موضوع " الفوتوغرافيا بين الجمالي والتقني " .
ثقافة سينمائية : تناول فيها الباحث المغربي حمادي كيروم " مفهوم الصورة الحضاري والديني والفلسفي والجمالي " .
هذا بالاضافة الى الافتتاحية التالية ، التي ندرجها كاملة تعميما للفائدة :
الرهان على الثقافة السينمائية
ونحن نقدم لعموم القراء والمختصين وعشاق السينما العدد الثاني من المجلة المغربية للأبحاث السينمائية الصادرة عن الجمعية المغربية لنقاد السينما ، لا نفكر الا في اعطاء الثقافة السينمائية الرصينة قيمتها التي تستحقها في زمن سطوة الصورة بكل أشكالها على شتى مناحي الحياة ، متجاوزين بذلك تجربتنا الأولى في مجلة " سيني . ما " التي كانت تحاول التوفيق بين التحليل والاخبار . فالصدور الفصلي يضعنا أمام توجيه بوصلة الاهتمام نحو الاشتغال بالملفات التي من شأنها أن تحقق لكل من القارىء العادي والباحث الأكاديمي ما يطمح اليه ، خصوصا وأن المناقشة التي جرت عند تقديم العدد الأول من هذه التجربة على هامش الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ، والتي حضرت فعالياتها ثلة من النقاد والفنانين والصحافيين والمهتمين ، قد أتاحت لنا الوقوف على ردود فعل قوية وهامة ، ومكنتنا من تسجيل ملاحظات واقتراحات بناءة صادرة عن ذوي الاختصاص وعن القراء الفعليين ، اقتراحات سنعمل لا محالة على تبنيها في الأعداد القادمة وفق ما تسمح به امكانياتنا الذاتية والمادية .
وعليه ، فقد جاء العدد الثاني مرسخا لمبدأ المزاوجة بين الملف الذي يناقش قضايا وأسئلة الفيلم الوثائقي وجمالياته ، والملف الذي يسلط الضوء على تجربة المخرج السوريالي المتميز لويس بونويل الذي تظل اشكاليات أفلامه تكتسب راهينيتها بيننا خصوصا وأنها عالجت قضايا المكبوت الفردي والجماعي من خلال مقاربة الدين والأبوية والسلطة والجنس والسياسة بنوع من الفنية والجرأة والتنظير الذي نحن في حاجة ماسة اليه اليوم بعد المحاولات الايديولوجية التي تسعى الى حصر السينما في الفرجة ، واقصاء الطابع النقدي الذي يكتنفها ...
ينفتح هذا العدد على بعض الأقلام النقدية العربية والدولية قصد اضفاء طابع التثاقف على المقاربات ، والانفتاح الممكن على المناهج المعتمدة في النقد والتحليل دونما اغفال الرأي ووجهات النظر التي نتيحها لبعض المخرجين قصد الخوض فيما يقض مضجعهم سيما وأن المخرج لايمكنه أن يلامس الموضوعات دونما تبني موقف نظري أو فلسفي يرتكز عليه لبناء رؤيته للذات والعالم . فالسينما ليست مجرد فرجة ، وانما هي فن يسعى للانفتاح على الحياة ، واستشراف أسئلة الانسان داخلها ...
نقدم لكم العدد الثاني في حلة جديدة تتجاوز الأولى تفهما منا لملاحظات القراء ، وانفتاحا لهيئة التحرير على الاقتراحات التي توصلت بها ، فالمجلة فضاء مفتوح على كل الآراء النقدية التي تهدف الى تطوير السينما المغربية شكلا ومضمونا ، دونما السقوط في فخاخ المدح أو التشجيع المحابي ، خاصة وأن الاستقلالية مطلوبة لتحقيق الهدف المتوخى من النقد كممارسة تقويمية وتقييمية للعمل الفني ، ولكل رغبة حقيقية في الاستقلالية ثمن ...